شعور متناقض أن تمتزج لحظة الانتصار بالخوف والترقب والقلق من المستقبل. هذا الشعور يعيشه الآن الكثيرون خوفا علي مستقبل أبنائنا الذين مازالوا في مقتبل العمر، ينتظرهم مستقبل لم تتضح معالمه، حتي وإن كان مفعما بالأمل الذي خلقته ثورة التحرير.
الفنانون أيضا يشعرون بالقلق مما تنشره صفحات الحوادث ووسائل الإعلام من حوادث تشير إلي أن هناك حالة إنفلات أمني .. ومع عودة الدراسة تضاعف القلق وامتزج الخوف من الحاضر مع ترقب المستقبل.
»أخبار النجوم« عاشت مع أهل الفن هذه اللحظات ورصدت تطلعاتهم لهذا المستقبل..
حرصت المطربة شيرين علي المشاركة في الثورة من خلال تواجدها في ميدان التحرير وكانت تتمني أن تصطحب ابنتيها مريم وهنا لكنها شعرت بالقلق عليهما من الازدحام ففضلت أن تتركهما في المنزل. وبعد انتهاء الثورة بالنصر شعرت بالاطمئنان عليهما وتخلصت من شعورها بالقلق، وأكدت انها تحلم لهما بمستقبل جميل وأضافت: »سأعلمهما حقوقهما وواجباتهما، سأعلمهما كيف تحبان مصر الجميلة، وأنا سعيدة بهما كثير الآن وشهم حلو علي بلدهم، وأنا مثل أي أم تحلم بحياة أفضل لأبنائها، أحلم لهما بمستقبل جميل«.
أما غادة عادل فقالت: علي الرغم من أن أكبر أولادي عمره ٢١ عاما إلا انه استطاع أن يتفهم ما يحدث وبدأ يتناقش معنا خلال الاحداث الماضية ويكون لديه رأي خاص به وهذا لم يحدث معنا عندما كنا في مثل عمره، فلا نستطيع أن نستهين بهذا الجيل بعد ذلك، وهذا واجبنا الآن تجاه أولادنا حتي نستطيع أن نجعل مستقبلهم أفضل أن نقول لهم »لا تخونوا شهداء ثورة ٥٢ يناير« فهم حققوا أحلامنا وحلم والدي، وعمي، وخالي لم نستطع تحقيقه من قبل وضحوا بأرواحهم من أجلنا وجعلونا نتشرف اننا من جيل الثورة، فهذا النظام الفاسد ظل لسنوات طويلة يحكم مصر مما جعلهم يسرقون وينهبون فيها كيفما شاءوا، وادعو الله أن تتحقق أهداف ثورتنا الي النهاية وألا ننظر تحت أقدامنا بل ننظر الي الأمام وكلنا ثقة بقواتنا المسلحة التي تستطيع أن تحمي ثورتنا وتحقق أحلامها.
وتضيف قائلة: ولكي نضمن مستقبل أولادنا ليستطيعوا أن يحققوا أحلامهم كيفما شاءوا يجب القضاء علي المحسوبية وتحقيق العدالة بين جميع فئات المجتمع، والقضاء علي الرشوة، وتعديل طرق وأساليب التعليم فيجب أن ننمي بداخلهم القدرة علي الابتكار والاختراع، وننمي بداخلهم حب الوطن، وأن يصبح بداخلهم أمل أن يأتي اليوم وتتحقق أحلامهم، فنحن كنا نعاني من ضغط شديد أثر علينا لسنوات طويلة.
وتؤكد غادة: الاموال التي دخلت السلطة بطرق غير شرعية، ورجال الاعمال الفاسدون يجب أن يخضعوا للتحقيقات ومن يثبت عليه أنه نهب المال العام نسترده منه ليصبح ملكا للشعب لانقاذ الاقتصاد المصري.
بيئة مناسبة
وتتضامن هالة فاخر مع وجهة النظر نفسها مؤكدة: انه يجب القضاء علي جميع أشكال الفساد من رشوة، محسوبية، والعدالة بين جميع فئات المجتمع حتي تصبح هناك بيئة مناسبة يستطيع أولادنا فيها أن يحققوا أحلامهم، واعتقد أن ذلك أكبر ضمان لمستقبلهم فلا يستطيع أي انسان أن ينتج تحت ضغوط القهر، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أننا لا نستطيع تحقيق كل أحلامنا في يوم بل نحتاج لبعض الشهور حتي تتحقق، فعندما نقوم بتجهيز شقة جديدة حتي تكون صالحة للسكن فهذا يحتاج لوقت بسيط.
تضيف هالة: ومثال بسيط عن النتائج الايجابية للثورة علي أولادنا فابني حسين يدرس في مدرسة »انترناشيونال« وخلال فترة حكم النظام السابق لم يكن هناك اهتمام في هذه المدرسة بالسياسة ولم تكن هناك مناقشة لأي قضايا تخصها أما الآن أصبح لديهم اهتمام بالقضايا التي تهم البلد ، واستطاعوا أن يعبروا عن وجهة نظرهم بكل حرية دون أي قيود واعتقد أن الحرية من أهداف الثورة التي استطاعت أن تحققها.
أرفض التعهد
أكدت رانيا يوسف بأنها لم تخشي علي بناتها من الذهاب الي مدارسهم وانها من أوائل أولياء الأمور الذين شجعوا علي ذلك وخاصة بعد ما سمعته مؤخرا بأن جميع المدارس ستتناول في الحصص الأولي نصائح لهم من وحي الثورة وأن الطلاب سيعودون للدراسة بشكل مختلف وعقل جديد وعندما سألتها: هل تتحدثين معهم عن ثورة ٥٢ يناير وخاصة أنهم في سن صغيرة قالت: كيف لا أتحدث عن الثورة وقد تعايشوا معها وتابعوها خطوة بخطوة، وأنا أطالب وزارة التعليم بإصلاح المناهج وطرق التعليم داخل الفصل عن طريق اتباع أساليب جديدة بين الطالب والمعلم والابتعاد عن حشو العقل بما لا يفيد.
وأضافت بأن تأثير هذه الثورة لم يظهر حتي الآن ولكن بعد مرور فترة زمنية سيظهر بوضوح في عملنا وفي مستقبل الأجيال القادمة، وسنعيش في عهد جديد مؤكدة أن الحرية والديمقراطية أفضل ما حققته الثورة ولابد من اعطاء الحكومة الجديدة فرصة حتي تستطيع اثبات نفسها.
وأضافت: لو طلبت المدرسة كتابة تعهد علي أولياء الأمور بأنهم مسئولون عن أبنائهم سوف أرفض هذا لأن المدرسة والوزارة مسئولة عن حماية أطفالنا وعندما لا تستطيع أن تفعل هذا من الأفضل أن تغلق الوزارة
والمدارس ولكن المدرسة الخاصة بابنتي يا سمين ونانسي لم تطلب مني هذا التعهد حتي الآن.
ثورة علمية
في الايام الاخيرة سيطرت حالة من الهلع علي الآباء والأمهات، هناك من رأي أن الفوضي وعدم الأمان سيطرت علي كل شيء مما أدي الي امتناع البعض عن ارسال أبنائهم للمدارس غير أن داليا مصطفي لا تجد مانعا في ذهاب أبنائها للمدارس طالما كانت معهم، ورغم تناقص مستوي الأمن إلا انها عبرت عن شعورها بالأمان بعد اعلان وزارة التربية والتعليم انها قامت بمخاطبة الداخلية لتوفير دورية شرطة أمام كل مدرسة.
وأضافت داليا: اتفهم خوف الاهالي علي أبنائهم ولكن هل نستسلم للظروف، يجب أن نتجاوز ذلك وأنا اطلب الآن من أساتذة كلية الشرطة أن يعدوا ضباطا للمستقبل يعرفون كيفية التعامل مع الناس لان صوتنا الآن صار مسموعا للدنيا كلها وأصبح لدينا حرية وديمقراطية ووعي كاف بما يحدث حولنا.
وعن تأثير الثورة علي أولادها قالت داليا: أصبح في مقدورهم الآن أن يفخروا بمصريتهم أمام الجميع ويجب أن يمتد تأثير الثورة للتعليم فعلي المسئولين أن يتقوا الله فينا وفي أبنائنا لان مصر بخير ويجب أن تظل بخير، لذلك أنا مع طلاب المدارس الذين ذهبوا لوزير التربية والتعليم وطالبوا بتأجيل الامتحانات ووضع حد للدروس الخصوصية لما تسببه من ضغط كبير علي أولياء الأمور كما اطلب من الشعب اعطاء الفرصة للشرطة كي يعود الأمان من جديد.
طعم الحرية
بدأ الفنان أحمد زاهر حديثه عن حالة القلق التي يعاني منها الآباء والأمهات قائلا: هل نحن المسئولون عن غياب الأمن في بلادنا؟.. أم أن البلد هي المسئولة عن ذلك؟ أنا أخاف علي بناتي وخصوصا أن أعمارهن لا تتجاوز ٨ سنوات فأنا لا استطيع السماح لهم بالذهاب الي مدارسهم وخصوصا بعد ما سمعته مؤخرا بأن بعض المدارس تطلب من الاهالي كتابة تعهد يحملهم مسئولية الحفاظ علي أبنائهم ويخلي مسئولية المدرسة من كل شيء، فهل هذا طبيعي أنا أناشد المسئولين الاسراع في اتخاذ القرارات واجراء اللازم لحماية أولادنا ولو كانت ابنتي كبيرة كنت ساسمح لها بالذهاب للمدرسة والمشاركة في الثورة الرائعة التي جعلت صوتنا الآن مسموعا في العالم وينظر لنا الجميع باحترام وتقدير لأن كرامتنا كانت مسلوبة.
وبالتأكيد سيشعر الجيل الجديد تذوقن طعم الحرية عن مطالبهم ويطلبون حقوقهم ولكن علي المسئولين أيضا أن يعجلوا بنزول الشرطة من أجل مستقبل أولادنا فالامتحانات ستأتي بعد أقل من شهرين فهل سينتهي التيرم دون أي فائدة؟
وأضاف زاهر: اطالب المصريين الصامدين أن يتعاونوا مع الشرطة لبث روح الطمأنينة في نفوس الشعب مع استئصال العناصر الفاسدة في الشرطة ولا انكر انني هذه الايام مرعوب علي بناتي من ناحية الأمن ولكن علي المدي البعيد أنا مطمئن عليهم لان المصريين قادرون علي اثبات أنفسهم في أي وقت.
حالة مؤقتة
بدأت نشوي مصطفي حديثها عن أولادها مؤكدة أن مستقبل أولادها فوق كل اعتبار وأشارت الي أن الانفلات الأمني له تأثير مستقبلا لكنها عادت لتؤكد أن ما يحدث أمر مؤقت وأن الفوضي ستزول الامور ستعود الي طبيعتها بعد خروج الفاسدين والخارجين عن القانون سواء السياسيين أو رجال الأعمال أو الاشخاص العاديين الهاربين من السجون.
وأشارت نشون الي أن أولادها ذهبوا بالفعل للمدرسة خاصة انهم في مرحلة »G 1« في السنة النهائية منها وقالت: أنا اذهب بنفسي كل يوم لتوصيلهم الي المدرسة فهم بالفعل لا يحتكون بأحد وسأظل معهم حتي تستقر الاوضاع وأقول لأولياء الامور أن الامتحانات لم تؤجل وأولادنا ليس لديهم أي فرص أخري للمذاكرة ولا ننكر أن الشرطة لها دور كبير في الدولة فمن الضروري تفعيل هذا الدور خاصة بعد عودة شعار الشرطة السابق »الشرطة في خدمة الشعب«.
وعلي ضباط الشرطة في نفس الوقت أن يتقبلوا مطالب واحتياجات المواطنين فأنا في ظل هذه الظروف لن اسمح لأولادي بالذهاب إلي المولات أو الكافيهات.
وتضيف: علي الرغم من صعوبة الظروف الا أن لها طعما جميلا واحساسا رائعا بالحرية والديمقراطية فأنا في هذه الفترة أحاول أن ابعد شبح القلق عن أبنائي وأؤكد لهم أن لكل ثورة ايجابيات وسلبيات فسلبيات هذه الثورة تتمثل في البلطجية والخارجين عن القانون ومع ذلك سننجح في عبور هذه الازمة طالما استمتعنا بالحرية والديمقراطية.
مستقبل جيل
اما أحمد فهمي الذي شارك بالفعل في تظاهرات الشباب فأكد علي مكاسب الثورة ومدي الاستفادة التي عادت علي المجتمع المصري بكل طوائفه من جراء هذا الحدث التاريخي موضحا أن من أهم المكاسب التي استطعنا تحقيقها ضمانا لمستقبل أفضل لأولادنا علي مختلف المستويات أننا رفعنا عنهم الكثير من القيود والضغوط التي كنا نعاني منها مثل الرشوة والمحسوبية وهو ما كنا نتعرض له أثناء انهاء اية اجراءات خدمية لتسيير بعض المهام.
اضافة الي مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل المناسبة وهي من أكبر المشكلات التي واجها الجيل الحالي وكان تشكل صداعا مزمنا لدي الحكومات السابقة هذا الي جانب ارتفاع الاسعار الدائم للسلع وغيرها من المشكلات التي جعلتنا نسعي وراء التغيير.
وعن رؤيته لمشكلة عدم الاستقرار الأمني التي يعاني منها المجتمع أثناء وبعد الاحداث الاخيرة يقول: بالطبع هذه المشكلة تؤرقنا جميعا وخاصة نحن الآباء حيث زادت من شعورنا بالخوف والقلق علي أولادنا خاصة الاطفال المرتبطين بالذهاب الي المدارس وهو ما جعلني اتردد كثيرا فيما يتعلق بذهاب ابني عمر الي المدرسة بعد ان ترددت أخبار عن تعرض التلاميذ لبعض المخاطر في ظل الانتشار الضئيل لأفراد الأمن.
ونحن في انتظار حل هذه المشكلة في أقرب وقت بعودة جهاز الشرطة لممارسة عمله المنوط به وتحقيق التصالح بين هذا الجهاز ومختلف فئات الشعب وهو من وجهة نظري ما يمكن أن يتحقق بأمرين أولهما تجنب حدوث أية احتكاكات مباشرة بين الشرطة وأفراد الشعب، والآخر هو اعادة ثقة الشعب في جهاز الشرطة من جديد من خلال مبادرة الشرطة في تحسين ادائهم الخدمي للجمهور علي عكس ما كان عليه الوضع قديما لازالة الصورة السيئة والمتراكمة لدي الشعب.
وخلاصة هذه الحلول تتمثل في تغيير الثقافة العامة لدي الأجيال القادمة من خلال تغيير المناهج التعليمية في مختلف المراحل والارتقاء بمستوي العملية التعليمية وهو ما ينتج عنه افراز جيل واع وناضج.
وفي نهاية حديثه يقول فهمي عن الاوضاع الحالية: من الضروري أن نلتزم الهدوء خلال الفترة الحالية وان يبدأ كل منا في مواصلة عمله لنعطي الفرصة للحكومة الحالية للعمل علي تنفيذ مطالبنا التي نادينا بها كما اكد علي ضرورة تكاتف الشعب والكف عن اطلاق التهم التي بدأ بعض المتظاهرين في توجيهها لمن لم يشاركوا في الثورة خاصة اننا شعب واحد ومن استطاع منا ان يقدم شيئا سارع بتقديمه فلا داع لمثل هذه التصرفات.
تأجيل الدراسة
الفنان أحمد الفيشاوي بدأ حديثه عمن يريدون سرقة ثورتنا وافساد ما فعلناه خلالها قائلا: اننا لن نسمح بذلك مهما حدث لاننا فقدنا الكثير والكثير حتي نحقق ما نحن عليه الآن.
وعندما سألته عن مستقبل ابنته قال: »ابنتي عندما تكبر سوف تشعر بنتائج ثورة ٥٢ يناير من حرية وديمقراطية وتغيير التعليم والارتقاء بالبلد وغيرها من التغييرات التي سوف تلمسها بنفسها عندما تكبر ولكن اذا كنت تقصد هذه الايام فأنا اعيش حالة من القلق علي ابنتي لانها ليست متواجدة معي فهي متواجدة مع والدتها لذا اعيش قلقا دائما عليها خاصة مع عدم وجود رجال الشرطة والأمن فيجب حل هذه المشكلة الآن سواء كان هذا الفراغ الامني مقصودا أم لا فهذا ليس وقته فأهم شيء الآن استرجاع الثقة بين رجال الشرطة والشعب.
وأكد الفيشاوي أنه لا يؤيد فكرة بدء الدراسة الآن لان هناك حالات من الاعتداءات تحدث سواء كانت اشاعات أو لا فيجب علينا الاحتياط والالتزام بحظر التجول وتجنب السير في الشوارع الجانبية لان البلطجية متمركزون في هذه الشوارع ويجب علينا أخذ احتياجاتنا لنخرج من هذه المرحلة السيئة التي نعيشها.
ويطالب الفيشاوي وزير التربية والتعليم عدم بدء الدراسة الا بعد الاطمئنان التام علي سلامة التلاميذ حتي لا نندم علي الاجراءات التي نتخذها.
ويحذر الفيشاوي أي شخص يحاول سرقة الثورة من شبابنا لاننا لن نضيع دم الشهداء الذين استشهدوا خلال ثورة ٥٢ يناير.
معجزة
وكذلك محمد رياض وزوجته رانيا محمود ياسين حيث أكدا في بداية حديثها علي فخرهما بمصر وبما حققه الشباب في ثورتهم العظيمة ثورة ٥٢ يناير ويعود رياض ليؤكد أنه يعيش حالة من الخوف الشديد هو وزوجته خوفا علي أبنائهم وعلي مستقبلهم في ظل الظروف الامنية التي تعيشها مصر الآن.
وعندما سألته كيف يري مستقبل أولاده الفترة القادمة أجاب بكل فخر: »أري مستقبلهم مشرق بالحرية التي لأول مرة أحس بها واستنشقنا عبيرها في الجو فأولادي سوف يعيشون في مصر بكل كرامة ولن افكر في ارسالهم للدراسة بالخارج فلقد تغيرت مصر تغييرا جذريا فما حدث معجزة ويجب علينا أن نفخر نربي أبنائنا داخل مصر بلدنا«.
ولكن محمد رياض له رؤية مختلفة للانفلات الامني الذي تواجهه مصر الآن فهو يقترح أن نكسر حاجز الخوف لدينا وأن نتحدي البلطجة والسرقة وأن نمشي في شوارع بلدنا دون خوف أو رعب لانها بلدنا ولن يصلحها أحد سوانا.
فقد أخذ محمد رياض أولاده الي ميدان التحرير ليروا ما يحدث في الثورة حتي يعرفوا قيمة ما قدمه الشهداء لنا فقال »لقد كنت حريصا علي أن يري اولادي ميدان التحرير ليشهدوا كما شهد التاريخ لنا وليعرفوا ما فقدناه وما سنأخذه بالمقابل«.
ولكن رانيا كانت متخوفة جدا من ذهاب أولادها الي الميدان ولكنها قررت ذهابهم ليروا حقيقة ما حدث.
وأكد رياض وزوجته انهم لن يرسلوا أولادهم للمدارس قبل أن يطمئنوا علي التواجد الامني خوفاً عليهم في ظل ما نسمعه ممن يريدون اثارة البلبلة لارهابنا ولكننا يجب ألا نعطي هؤلاء فرصة لسرقة ثورتنا فلقد دفع شبابنا دمهم حتي نعيش بحرية.
وأضاف محمد رياض انه ذهب هو وزوجته الي الثورة وشاركا فيها وكانا علي استعداد لأي موقف لانهما بمجرد دخولهما الميدان انكسر حاجز الخوف بداخلهما.
أيام البلطجية
الفنانة الاستعراضية دينا كانت تمر بمثل هذه الحالة من الرعب والخوف الشديد مما نعيش فيه الآن من انفلات أمني وعدم تواجد الشرطة في الشوارع،
فعندما تحدثنا معها عن ابنها »علي« وكيف تري مستقبله أجابت بحزن شديد:لقد كنت من المؤيدين لهذه الثورة ومنذ أول يوم لها وسعيدة جداً بالتغيير، وكان لابد منه منذ فترة طويلة ولكنني في شدة خوفي علي ابني وعلي مستقبله في ظل الظروف الحالية التي نعيشها، وقالت إن »علي« ابنها يدرس في الخارج وأنها كانت حزينة لوجوده هناك لكنها الآن تشعر بقليل من الأمان.
وقالت: »علي« ابني يأتي إلي مصر في الاجازات ولكن هذه السنة لا أعرف إذا كنت سآتي به أم لا لأنني غير مرتاحة للوضع الأمني الذي نعيش فيه الآن.
كما قالت دينا إنها تثق تماماً في قواتنا المسلحة وأنها سوف ترعانا وتحافظ علينا وعلي أولادنا، ولكن رغم ذلك يجب أن نحتاط جيداً من البلطجية الذين يعيشون حالة من الانتعاش الآن لعدم تواجد الشرطة والأمن في البلد.
وقالت دينا إنها متفاءلة لمستقبل مصر وأنها كانت تنوي أن يستكمل ابنها حياته بالخارج لكنها الآن تريده أن يخدم بلده في المجال الذي يستطيع أن يعطي فيه وأنها حريصة علي أن يستكمل حياته هنا لأنه أصبح هناك مزيد من الحرية ومزيد من الديمقراطية التي كانت غائبة عنا، فلن يكون هناك فساد قادم لذلك سيكون مستقبل أولادنا بكل تأكيد مستقبل مشرق وستعلو مصر بهم كما علت بشباب ثورتنا.
وأريد أن أتقدم بالتعازي لأسر الشهداء الذين فقدوا في ثورة ٥٢ يناير ولكنهم يجب أن يفخروا بأبنائهم لأنني لو كنت مكانهم لكنت أكثر الأمهات فخراً علي وجه الأرض.
»بلاشك أن الأيام القادمة ستحمل المزيد والمزيد من الخير لكل أبناء هذا الشعب« هكذا بدأ حمادة هلال حديثه لنا مؤكداً علي تفاؤله بمستقبل أفضل في جميع المستويات، وفي إشارة منه للوضع الحالي أضاف حمادة قائلاً: ورغم ذلك لا أنكر قلقي وخوفي من حالة الفوضي وعدم الاستقرار الأمني التي يعيشها المجتمع الآن وما شهدته الأيام الماضية من ازدياد حدة التوتر بين طوائف الشعب وجهاز الشرطة واصفا ذلك بأنه مخطط أعد له بعض الفاسدين وبالتحديد المستفيديون من هذه الحالة ويرغبون في استمرار الفوضي والحيلولة دون عودة أجهزة الأمن وممارستها لدورها في حفظ الأمن والسيطرة علي مجريات الأمور حتي يتسني لهم الاستمرار في ممارساتهم وأعمالهم الإجرامية، معتمدين علي ذلك في استفزاز رجال الشرطة والعمل علي حشد طوائف الشعب ضدهم، وللأسف هناك من انساق ورائهم دون وعي.
واستكمل حديثه قائلاً: ينبغي علينا جميعاً أن نعي خطورة ما يحدث من حولنا وأن نسعي لاستكمال حياتنا بشكل طبيعي، مطالباً بضرورة العفو والتصالح مع أجهزة الأمن حتي يتسني لنا مواصلة حياتنا سعياً وراء تحقيق أهدافنا ومطالبنا علي أرض الواقع.
وعن مدي تأثير هذه الحالة علي حياته وعلي أسرته أكد حمادة أنه كان حريصاً كل الحرص علي ألا تؤثر هذه الحالة السيئة علي أسرته خاصة ابنته وأطفال عائلته حيث قال: حرصت علي ممارسة حياتنا الطبيعية كالمعتاد فالأطفال ذهبوا إلي المدارس دون أن نشعرهم بأي شيء وذلك حرصاً مني علي ألا أدع للخوف طريقاً للوصول إلي قلوبهم خاصة إنهم مازالوا أطفالاً ولا أريد أن يتربوا علي الخوف والجبن منذ صغرهم.
وفي نهاية حديثه أكد حمادة أن هناك خطراً أكبر يجب أن نتصدي له وهو محاولة السطو علي الثورة »ثورة شبابنا« التي أصبحت تتعرض للسطو من قبل البعض ممن يحاولون الانتساب إليها بعد نجاحها.
السبت يناير 18, 2014 8:44 am من طرف 
موضوع: شيء من الخوف في بيوت الفنانين 
